زيارة بعد انقطاع
دام ثلاث سنوات، يستعد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لزيارة القاهرة في خطوة قد تمثل نقطة تحول في علاقة حكومته مع القيادة المصرية. تأتي هذه الزيارة في إطار مشاركة الدبيبة في مؤتمر إقليمي حول الهجرة، بصفته وزيرًا للخارجية، بدعوة من جامعة الدول العربية والمنظمة الدولية للهجرة ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا).
مؤتمر الهجرة
المؤتمر، المعنون “الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية”، سيعقد على مدار يومين في العاصمة المصرية. ويهدف إلى تقييم التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاق العالمي للهجرة في الدول العربية.
علاقات متوترة
تكتسب هذه الزيارة أهمية نظرًا للفتور الذي شاب علاقة الدبيبة مع مصر في وقت سابق، حيث شهدت الفترة الماضية خلافات حول الموقف المصري من مشاركة أطراف ليبية معينة في الحوار السياسي، بما في ذلك موقف القاهرة من دور الدبيبة نفسه.
الدور المصري
مصر، التي تعد لاعبًا إقليميًا مهمًا في الملف الليبي، تعتبر داعمة للمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وفي الأيام الماضية، وجهت القاهرة دعوة لمحمد تكالة، رئيس المجلس الأعلى للدولة، لزيارتها، في خطوة ضمن مساعٍ مصرية لتحريك الحوار بين مختلف الأطراف الليبية.
أسئلة ملحة
يطرح هذا التطور تساؤلات عدة حول مغزى زيارة الدبيبة: هل ستعكس تغيرًا في الموقف المصري تجاه دوره في المشهد السياسي الليبي؟ أم أنها تمثل محاولة من الدبيبة نفسه للتقارب مع القاهرة؟ وكيف ستؤثر هذه الزيارة على مسار الحوار الليبي وجهود تحقيق الاستقرار في البلاد؟
لقاء السيسي؟
كما يثار تساؤل أيضا حول مستوى اللقاءات التي سيجريها الدبيبة في القاهرة. فبينما تأكد لقاؤه بالجهات المنظمة للمؤتمر، يبقى السؤال الأهم: هل سيلتقي الدبيبة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؟
دلالات اللقاء
لقاء من هذا النوع، إن حدث، سيحمل دلالات عدة. فهو قد يشير إلى تحول جوهري في الموقف المصري تجاه حكومة الوحدة، ويمنح الدبيبة شرعية إضافية على الساحة الإقليمية. كما قد يمهد الطريق لمرحلة جديدة من التعاون بين حكومة الدبيبة والقيادة المصرية.
تفسيرات متباينة
في المقابل، عدم حدوث لقاء بين الدبيبة والسيسي رغم الزيارة قد يفسر بطرق مختلفة. فقد يُفهم على أنه استمرار للموقف المصري السابق من حكومة الوحدة، أو إشارة إلى أن العلاقات لم تصل بعد إلى مستوى يسمح بمثل هذا اللقاء. كما قد يعكس استمرار موقف مصر على في الحفاظ على مسافة من حكومة الدبيبة ما يبقى الأمور على ما هي عليه من حيث دور رجل الأعمال المصراتي في أي حوار سياسي قادم.
مؤشر للعلاقات
بالتالي، سواء تم اللقاء أم لم يتم، فإن هذه النقطة ستكون محورية في تقييم نتائج الزيارة ودلالاتها على مستقبل العلاقات بين الدبيبة ومصر، والدور المصري في المشهد الليبي بشكل عام.
تحول أم استمرار؟
ختامًا، تمثل زيارة الدبيبة للقاهرة فرصة لإعادة تقييم العلاقات بين الطرفين وربما فتح صفحة جديدة فيما بينمها. ومع ذلك، يبقى السؤال المحوري: هل ستكون هذه الزيارة مجرد لقاء بروتوكولي أم ستشكل بداية لتحول في المشهد السياسي الليبي والعلاقات الإقليمية؟