حالة من التصاعد في التحديات الأمنية والاقتصادية يشهدها الشارع الليبي هذه الأيام، تزامنا مع تفاقم أزمة مالية خانقة تهدد استقرار المواطن، وتجعله يضع كفا على كف.
طبول الحرب
يجري في محيط العاصمة طرابلس تجمعات مسلحة وسط مخاوف من تصاعد العنف مع انعدام التوافق السياسي بين الأطراف المتنافسة، وتقرع طبول الحرب من حين لآخر، في أكثر من مدينة أبرزها العاصمة، مع استمرار الانقسامات شرقا وغربا.
أزمة الدينار
مؤخرا أعلن المصرف المركزي تعديل سعر صرف الدينار مقابل الدولار، وهو القرار الذي تسبب في موجة من السخط، خشية ارتفاع أسعار السلع، التي وصلت نسبة ارتفاعها إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، وسط تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية، في ظل عجز الأسر عن تلبية احتياجاتها اليومية.
تضخم وإفلاس
موجة التضخم تحوّلت إلى معاناة يومية، وبحسب إحصاءات غرفة التجارة طرابلس قفزت أسعار (السكر والدقيق والزيوت) بنسبة تفوق 60% مقارنة بالعام الماضي، وارتفعت أسعار اللحوم إلى مستويات غير مسبوقة.
الواقع الاقتصادي مرير، فكثير من المواطنين لجؤوا إلى الاقتراض لشراء مستلزماتهم، ما زاد من تراكم الديون، وتتوقع تقارير اقتصادية أن تشهد الفترة المقبلة موجة إفلاس بين الأسر محدودة الدخل، مع عجزها عن سداد كثير من احتياجاتها، وإحباط متزايد بسبب غياب الحلول الفاعلة.
تحديات معقدة
وسط هذا المشهد، تواجه حكومة الوحدة بعد 5 سنوات من مجيئها، تحديات معقدة تعيق تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في ليبيا، بسبب أزمة الدولار والتضخم وتراجع إيرادات النفط والاتهامات المتكررة لجهات في الحكومة بالفساد المالي، بالإضافة إلى تعقيدات التدخلات الدولية في الملف الليبي.
الحل المرتقب
المعضلة الاقتصادية والأمنية استعصت على الأجسام السياسية القائمة ويرى البعض ضرورة تحريك المياه الراكدة وتغيير الخارطة السياسية الحالية في ليبيا، والسؤال الأهم: هل يكون الحل عبر فوهات البنادق، أم من خلال طاولة الحوار؟