نشر المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية تقريرا تحليليا يتناول العلاقات بين مصر وتركيا، وأشار التقرير أن هذه العلاقات شهدت تحولا ملحوظا بعد سنوات من التوتر.
وبحسب التقرير فإن البلدين باشرا في اتخاذ خطوات نحو التقارب، مع التركيز على تعزيز الشراكة الاقتصادية وتسوية الخلافات الإقليمية، وعلى رأسها النزاع المستمر في ليبيا.
تحالف جديد
يشكل الصراع الليبي أحد أهم القضايا التي جمعت مصر وتركيا على طاولة الحوار، إذ يدرك الطرفان أن استمرار الانقسام في ليبيا يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي، بحسب تقرير المعهد الإيطالي.
دعم حفتر
كما أوضح التقرير أنه رغم دعم مصر سابقا لقائد “القيادة العامة” خليفة حفتر في الشرق، في حين وقفت تركيا إلى جانب حكومة الوفاق في الغرب، بدأت ملامح التفاهم المشترك تظهر من خلال التزام البلدين بالعمل لتحقيق الاستقرار.
إعادة الإعمار
في هذا السياق، تسعى مصر إلى تعزيز دورها في إعادة إعمار ليبيا من خلال شراكات اقتصادية متوازنة مع جميع الأطراف، بينما تواصل تركيا استثماراتها في مشروعات البنية التحتية ومصانع الحديد والصلب في الشرق، مما يشير إلى تقارب اقتصادي قد ينعكس إيجابًا على الأوضاع السياسية.
ملفات شائكة
التقرير كشف أنه رغم هذا التقارب، لا تزال هناك ملفات شائكة تعيق تحقيق انسجام كامل بين البلدين، أبرزها الخلافات حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط والدور العسكري لتركيا في ليبيا، ومع ذلك، يظهر الطرفان استعدادا لتجاوز هذه العقبات بما يحقق مصالحهما المشتركة.
ضغوط دولية
وتناول التقرير أن روسيا تلعب دورا بارزا في دعم حفتر، مما يضع تركيا أمام تحديات كبيرة لتحقيق توازن بين علاقاتها مع موسكو وشراكتها مع القاهرة.
ومع تنامي الضغوط الدولية لإنهاء الصراع في ليبيا، يزداد الحافز لدى الطرفين للتعاون في هذا الملف.
إنهاء الجمود
التقارب المصري التركي قد يكون مفتاحا لإنهاء الجمود السياسي في ليبيا، خاصة إذا استطاع الطرفان تنسيق جهودهما لوقف القتال بين الفصائل المتناحرة وإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة، بحسب المعهد.
وفي ظل الاهتمام الدولي بالملف الليبي، فإن الشراكة بين القاهرة وأنقرة قد تعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة.
مرحلة جديدة
كما تطرق التقرير الإيطالي إلى أن الخطوات التي اتخذها البلدان مؤخرا تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون، لكنها تتطلب المزيد من الحوار لحل القضايا العالقة وبناء شراكة مستدامة تُسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في ليبيا والمنطقة.