Table of Contents
على مر السنوات والعقود، شاركت المرأة الليبية في مختلف المجالات وخاضت بشجاعة في مختلف الميادين للارتقاء بنفسها وبلادها والعالم، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة نذكر أبرز النساء الليبيات ونجاحاتهن.
قبل الاحتلال الإيطالي، تحديدا عام 1903، اجتمعت مجموعة من النساء بمدينة طرابلس وقررّن إنشاء جمعية “نجمة الهلال”، وهي أوّل منظمة مجتمع مدني للنساء في ليبيا، وقد أُسّست بهدف تعليم الفتيات والنساء ما ينبغي تعلمه آنذاك من قواعد الآداب والسلوك والتعاليم الإسلامية المختلفة، ومتطلبات الحياة المنزلية والزوجية، فكُنَّ يعلّمن ويتعلمن الشؤون الخاصة بالمرأة.
مجاهدات ليبيات ضد الاحتلال الإيطالي
بداية بمبروكة العلاقية، التي ارتدت ملابس الرجال رغم محاولات السلطات التركية لإرغامها بالضرب والتعذيب على ارتداء ملابس النساء، ولكنها أصرّت على موقفها بغية التنكر للقتال بجانب الرجال في معارك المجاهدين ضد الاحتلال الإيطالي، حتى سليمة بنت المقوّس، التي لم تكن أقل شجاعة من أختها مبروكة، فقد شاركت بلا تردّد في ملاحم الجهاد كمعركة قرقارش الشهيرة وغيرها، وليس نهاية بكل النسوة الليبيات اللائي شاركن، ليس في القتال فقط، بل حتى في دعم ومساندة المقاتلين من الرجال بالمؤن والغذاء والعلاج والدواء وإخفاء المحاربين من القوات الليبية وحمايتهم والتستر عليهم إبّان فترة الاحتلال.
ولم يكن دورهن في عهد الاستقلال أقلّ من عهد الاحتلال، فالمرأة الليبية تُفاجئنا دائما بشجاعتها.
فهذه الصحفية والمذيعة والأديبة المعروفة خديجة الجهمي (الولادة 1921، الوفاة 1996) إحدى أهم المطالبات بحقوق المرأة منذ فترة الاحتلال، وتُعرف بنجاحاتها الكثيرة، ومنها الإشراف على إصدار مجلة المرأة (البيت لاحقًا) عام 1964، ومساهمتها في تأسيس الاتحاد النسائي الليبي عام 1972.
وهذه حميدة طرخان (الولادة 1892، الوفاة 1982) التي تُعرف باسم حميدة العنيزي، رائدة الحركة النسائية في ليبيا، وأول معلمة ليبية للتعليم الابتدائي في بنغازي، وأول مديرة ليبية لمدرسة للبنات في عهد الإدارة العسكرية البريطانية، ومؤسسة عدد من الجمعيات الاجتماعية والنسائية، من بينها أول جمعية نسائية في ليبيا.
والأديبة زعيمة الباروني، ابنة الشاعر الليبي سليمان باشا الباروني، التي عينت معلمةً في المرحلة الابتدائية، ثم عملت مفتشة فنائبة لمديرة دار المعلمات، فرئيسة لمحو الأمية، وكانت من الأعضاء المؤسسين لجمعية النهضة النسائية بطرابلس، وقد اشتهرت بأسلوبها القصصي، وسردها الروائي الجميل، وكتبها عن حياة والدها، ومما اشتهرت به قولها في شأن القيام بأبناء أخيها: “إني أُعاهد الله أن أبذل جهدي في تنشئة أبناء أخي إبراهيم التنشئة القويمة التي أرادها لهم جدهم المرحوم الوالدُ الباشا، ولو كلفني ذلك آخر قطرة من دمي”.
وغيرهن من الليبيات المُساهمات في بناء البلاد من الأُمهات، والمُعلمات والطبيبات والمُهندسات والقاضيات والمحاميات والأديبات، اللاتي أثبتن جدارتهن وكفاءاتهن في مختلف المجالات والتخصصات على مر العهود والعقود والسنوات.
بين الجدات والحفيدات
تُجيبنا الإحصائيات عن كل هذه التساؤلات، فتُعلِمُنا أن الليبيات يشكلن نسبة 40% من الهيئات القضائية الليبية اليوم.
وأما من الناحية السياسية، ففي عام 2012 بلغ عدد المرشحات أكثر من 600 امرأة في الانتخابات البرلمانية الأولى، وفزن بنسبة 16.5% من إجمالي عدد المقاعد، وشكلت الناخبات نسبة 45% من الناخبين المسجلين، وفي عام 2020 صاغت النساء في ملتقى الحوار السياسي بيانا يطالبن فيه بتمثيل 30% من النساء في المناصب السياسية.
وفي سوق العمل، بلغت نسبة الإناث العاملات عام 2020 في ليبيا 34% من إجمالي الأيدي العاملة، وقد تحصلت ليبيا على النسبة الأعلى في النسوة العاملات مقارنة ببعض دول الجوار نسبة إلى عدد السكان.
وما يُبرهن عليه الواقع ويثبته، هو أن الليبيات أسهمن على مر السنوات في كل المجالات، لذا يحتفل العالم اليوم بهنّ وبأقرانهن من النساء في بقية الدول، وتحتفل ليبيا باليوم العالمي للمرأة بالنساء الليبيات على كل ما أنجزنه من أعمال.