ظهرت مؤشرات جديدة على الساحة الليبية تفيد بتقارب بين عبد الحميد الدبيبة رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية، وقائد القيادة العامة خليفة حفتر، وذلك عبر محادثات وتنسيق مباشر بين ابن الدبيبة وأحد أبناء حفتر منذ أشهر.
تحالف لإقالة باشاغا
وتجري المحادثات بين معسكري الدبيبة وحفتر بمباركة من الرئاسة المصرية، وهي مستمرة ولم تتوقف منذ أشهر، وذلك بهدف التنسيق في عدد من القضايا وتبادل المصالح، وكان من بين نتائجها إقالة فتحي باشاغا، رئيس وزراء الحكومة المكلفة من مجلس النواب.
فقد جرت إقالة باشاغا بعد تنسيق بين أعضاء مجلس النواب الداعمين للدبيبة والمؤيدين لحفتر في البرلمان، ويعكس التقارب بين الدبيبة وحفتر جانبا من الخلاف في المعسكر الشرقي، الذي عاد من جديد بين دائرة حفتر التي يمثلها أبناؤه وبين دائرة عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، الذي عارض إقالة باشاغا حتى آخر لحظة.
اتفاق سري سابق
التفاهمات الجديدة بين المعسكرين تعتبر تتويجا لمفاوضات سرية في القاهرة تهدف إلى تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، يعكف عليها أبناء خليفة حفتر وعدد من القيادات في غرب ليبيا، وتأتي أيضا بعد اتفاق سري في يوليو الماضي بين حفتر والدبيبة على استبدال مصطفى صنع الله، الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للنفط، بفرحات بن قدارة الرئيس الحالي.
- مفاوضات رفيعة المستوى بالقاهرة لاختيار حكومة جديدة برعاية مصرية
- كيف يؤسس اتفاق الدبيبة وحفتر نظاما جديدا في ليبيا؟
ووسط هذه الأجواء، استخدم رئيس الوزراء حالة التقارب و”شلل الحكومة الشرقية” لتعزيز قبضته على الحياة السياسية والاقتصادية في ليبيا، كما بدأ في تحركات أمنية خاصة في غرب طرابلس لإضعاف خصومه من حلفاء باشاغا السابقين.
هذا التقارب يمكن أن يُعزز الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات هذا العام في البلاد، كما أنه يتماشى مع تصريحات المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، الذي أبلغ مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي أن مشاورات مكثفة جرت بين الجهات الأمنية من طرفي الصراع، مؤكدا أن هناك ديناميكية جديدة في ليبيا.
المصدر: مؤسسة ذي أفريكا ريبورت الفرنسية