ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقريرٍ لها، أن عدد المرتزقة في ليبيا تجاوز 20 ألفا بين مقاتلين ومستشارين عسكريين من روسيا وسوريا وتشاد وتركيا والسودان.
الروس.. بين الفاغنر وطباعة العملة والتجسس
أمّا المرتزقة الروس، فيقدّر مسؤولون أمريكيون عددهم بأكثر من 2000 مرتزق متعاقدين مع شركة فاغنر التي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مديرها العام الماضي بسبب أنشطتها في ليبيا، كما رُصد هبوط أكثر من 330 طائرة روسية في الأشهر الـ18 الماضية.
وأقام مرتزقة “فاغنر” معسكر تدريب قرب بلدة توكرة ( 70 كم شرق بنغازي) كما سيطروا على قاعدة الجفرة الجوية، وشحنوا فيها كميات كبيرة من المعدات العسكرية تشمل 14 طائرة مقاتلة وأنظمة صواريخ أرض جو وقاذفات قنابل يدوية وبنادق قنص وألغام أرضية، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الواشنطن بوست أن الدعم الروسي لحفتر شمل الجانب المالي، إذ طبعت له مليارات من العملة النقدية لدفعها لمليشياته، وقد كُشف أمرها سابقا عندما أوقفت مالطا سفينة تحوي حاويات ملأى بهذه الأوراق النقدية.
أمّا استخباريًّا، فقد اعتقلت حكومة الوفاق بطرابلس سابقا روسيين اتهمتهما بالتجسس لصالح شركة فاغنر لتعطيل الانتخابات البلدية وجمع المعلومات عن قواتها.
تركيا.. تدخل علنيّ
وعلى خلاف روسيا، لم يكن التدخل التركي خفيّا، إذ تنقل الصحيفة عن المتحدث باسم غرفة عمليات سرت والجفرة بقوات حكومة الوفاق العميد عبد الهادي دراه قوله “إن اتفاقنا مع تركيا مشروع، فنحن لا نخفي أي شيء كما يفعل حفتر بإحضاره الروس إلى البلاد سرًّا، بل كل شيء يوضع على الطاولة.”
وأكدت الصحيفة أن تركيا أيضا جلبت مجموعة من الأسلحة، ومقاتلين سوريين من المليشيات المناهضة للأسد.
الموقف الأمريكي.. بين ترامب وبايدن
ولتوضيح التباين بين تعامل الإدارتين الأمريكيتن مع الملف الليبي، أوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية في عهد ترامب دعمت حكومة الوفاق حتى عندما كانت تتعامل بهدوء مع حفتر الذي كانت له علاقات سابقة مع وكالة المخابرات المركزية CIA يبدو أنها ما زالت نشطة، إذ قال مسؤولون أمريكيون إنها من رتّبت المكالمة بين ترمب وحفتر خلال هجومه على طرابلس.
وأكدت أن ترمب لم يكن مهتمًا بالشأن الليبي لولا ضغوط قادة آخرين خاصة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موضحة أن الولايات المتحدة لم يعُد لها وجود دبلوماسي رسمي في ليبيا منذ 2014، لكن الدبلوماسيين الأمريكيين يشجعون على المصالحة، أمّا مع قدوم بايدن للبيت الأبيض فلم يُشِرْ إلى ما إن كانت ليبيا ستكون من أولويات إدارته أم لا.
نداء استغاثة
وفي ظل تحوّل ليبيا إلى ما أسماه خبراء الأمم المتحدة “أكبر مسرح في العالم لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار” بين التركية والروسية والإماراتية أثناء الحرب الأخيرة على طرابلس وسيل المرتزقة المستمر، نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية السابق بحكومة الثني شرق ليبيا قوله “إن ليبيا بحاجة للمزيد من المساعدة من أوروبا والولايات المتحدة للضغط على روسيا وتركيا للمغادرة، وإلا فإن المرتزقة والقوى الأجنبية التي لها اليد العليا الآن ستستمر في ليبيا وسيظل الوضع على ما هو عليه.”