نشطت في الفترة الأخيرة التحركات الإماراتية القطرية بشكل ملحوظ مع الأطراف الليبية، من خلال زيارات دبلوماسية معلنة وأخرى غير معلنة، في إطار سعي البلدين لتعزيز نفوذهما على مسار الأزمة الليبية، ويحاول كل منهما لعب دور رئيسي في إدارة الملف الليبي عبر التقارب مع الأطراف الرئيسية.
دور سلبي
اتسع الدور الإماراتي القطري في ليبيا بعد عام 2011، وانعكس التنافس بينهما سلبا على المنطقة، ولم تكن مساهمتهما تصب في حل الأزمة السياسية الليبية.
الدبيبة في قطر
الأسبوع الماضي توجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إلى قطر في زيارة رسمية التقى خلالها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وناقش الجانبان تعزيز التعاون الثنائي، مع الاتفاق على استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين بداية من أكتوبر المقبل.
وخلال السنوات الماضية أجرى الدبيبة زيارات عدة إلى الدوحة، وعلى غير العادة كانت هذه الزيارة في توقيت مختلف ومستوى الثمثيل الدبلوماسي أعلى والاحتفاء القطري بها أكبر من سابقاتها، وفي ذات الوقت لم يقم الدبيية بزيارات مشابهة للإمارات.
وساطة قطرية
قطر عرضت على الدبيبة لعب دور الوسيط بينه وبين صدام حفتر للتوصل إلى تفاهمات بشأن توحيد الميزانية العامة، بالإضافة إلى ملفات النفط والأمن. بحسب مصدر خاص لفواصل.
زيارات غير معلنة
بالإضافة إلى الدبيبة.. أجرى صدام حفتر زيارات سرية إلى الدوحة خلال الشهرين الماضيين، دون إعلان رسمي عن تفاصيلها، في خطوة تعكس استمرار المشاورات غير المعلنة حول الملفات المشتركة.
الدور الإماراتي
في المقابل، توجه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في 18 فبراير الماضي إلى الإمارات في زيارة مفاجئة، دون الإفصاح عن أهدافها أو نتائجها.
وبالتزامن مع زيارة عقيلة.. شارك وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوحدة عبدالسلام الزوبي، ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية محمود حمزة، في افتتاح معرضي “أديكس” و”نافدكس” للصناعات العسكرية بالعامصة الإمراتية أبوظبي.
ملف النفط
تجدر الإشارة هنا إلى رعاية الإمارات لاتفاق النفط عام 2022 الذي ساهم الاستقرار الأمني والاقتصادي بين الشرق والغرب، والذي كانت إحدى نتائجه إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط السابق مصطفى صنع الله، وتعيين بديلا عنه فرحات بن قدارة، إلا أن الاتفاق انتهى باستقالة بن قدارة مؤخرًا وتكليف مسعود سليمان برئاسة المؤسسة، دون وجود تفاهم واضح بين الأطراف، مما أعاد فتح الملف مجددا.
تعزيز النفوذ
تعكس التحركات القطرية والإماراتية المستمرة سعي الدولتين لتعزيز نفوذهما في المشهد الليبي، في حين تتجه قطر نحو الوساطة وفتح قنوات تواصل مع الأطراف المختلفة، بينما تواصل الإمارات لعب دور الوسيط عبر تحالفاتها مع قادة الشرق الليبي.
دور الطرفين انعكس على المشهد الليبي بتعميق الأزمة السياسية بين الأطراف المتنافسة، ويبقى التساؤل مفتوحا حول قدرة أي من البلدين على فرض رؤيتها ونجاح دورها في الوساطة بالمرحلة المقبلة.