كشف تقرير نشرته وكالة “فرانس برس” اليوم السبت عن تعزيز خليفة حفتر، قائد القيادة العامة في شرق ليبيا، لسيطرة عائلته على المنطقة الغنية بالنفط من خلال تعيين أحد أبنائه رئيساً للقوات البرية.
صدام حفتر
ويعد صدام حفتر ثالث أبناء الجنرال الستة الذين يتولون مناصب رئيسية، حيث يرى الخبراء في هذه الخطوة إشارة إلى استعداد حفتر البالغ من العمر 81 عاماً لترتيب خلافته. كما يحذرون من أن هذا الإجراء يرسخ انقسام البلاد التي تعاني من الاضطرابات منذ 2011، طبقا للصحيفة.
في أوائل يونيو، تولى الابن الأصغر لحفتر، الجنرال صدام (33 عاماً)، منصب رئيس أركان القوات البرية ضمن ما يسمى بـ”القوات المسلحة العربية الليبية” التي أعلنها والده. وكان شقيقه الأكبر خالد قد عُين في يوليو الماضي رئيساً لأركان “الوحدات الأمنية” ضمن هذه القوات. وفي فبراير، تولى ابن آخر، بلقاسم، إدارة صندوق جديد للتنمية وإعادة الإعمار.
وفي تصريح للصحيفة، قال “فولفرام لاخر” من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن هذه التعيينات تواصل “ما كان منذ البداية جيشاً خاصاً وعائلياً مع تعزيز حفتر لسلطته”. وأضاف أن “الدائرة الداخلية” التي تتحكم في “الوحدات والموارد الرئيسية لهذه الإمبراطورية الخاصة” تتكون من “أبنائه وأبناء عمومته وأصهاره”.
دماء جديدة
وتقلت الصحيفة عن خالد المنتصر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طرابلس، قوله إن الجنرال المسن الذي أصيب بسكتة دماغية عام 2018 “يسرع الخطى” للاستعداد لخلافته. فيما أشار عماد جلول، المحلل السياسي الليبي، إلى أن حلفاء حفتر في الخارج بدأوا يرونه “غير مؤهل لقيادة ليبيا”، ومن هنا تأتي الحاجة إلى “دماء جديدة”.
وأوضح لاخر أن أبناء حفتر حققوا في السنوات الأخيرة “صعوداً سريعاً” في الرتب العسكرية، “محققين في وقت قصير ما يستغرق ضباطاً آخرين عقوداً”. وأضاف أن هذا “أصبح موضوع سخرية” لكن “منذ ذلك الحين، ومع رؤيتهم كل يوم على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الجمهور الليبي يعتاد عليهم”.
وأشار الخبير إلى أن صدام حفتر يتمتع الآن بسلطة عسكرية حقيقية ودور رئيسي في الصفقات التجارية الغامضة في بلد ينخره الفساد ويشتهر بتهريب المهاجرين غير النظاميين. وقال إن لصدام يداً في “القمع وإدارة الاتجار واختلاس الأموال العامة والتفاوض على صفقات مشبوهة مع الخصوم السياسيين في طرابلس”.
عجز حفتر
وأضاف لاخر أن عمليات إعادة التنظيم الأخيرة هي “علامة واضحة على الاستعداد لليوم الذي يختفي فيه حفتر وتصبح فيه بنية السلطة بأكملها في خطر”. وتابع: “إنها أيضاً علامة على أن حفتر نفسه يتقدم في السن ولم يعد قادراً على إدارة هذه البنية بمفرده”.
وقال جلول إن عائلة حفتر “قمعت المعارضين بوحشية عبر مساحة واسعة من شرق وجنوب ليبيا، حيث تم اعتقال شخصيات سياسية وقبلية ومدنية أو اختفاؤها أو قتلها. وكان آخر مثال على ذلك وفاة الناشط سراج دغمان في أبريل أثناء احتجازه في معسكر تسيطر عليها قوات حفتر.” وفي ديسمبر الماضي، توفي وزير الدفاع السابق المهدي البرغثي وستة آخرون أثناء احتجازهم بعد اعتقالهم في بنغازي.
مباركة دولية
وختم لاخر قائلاً: “ما يثير القلق في الأشهر الأخيرة هو أن الدبلوماسيين الغربيين وممثلي الأمم المتحدة، من خلال لقاءاتهم العلنية مع أبناء حفتر، بدأوا في إضفاء الشرعية على هذه البنية العائلية للسلطة، التي ترى ثلثي البلاد وثرواتها الباطنية كملكية خاصة”.