شهدت العاصمة طرابلس فجر اليوم الثلاثاء اشتباكات مسلحة، عقب إعلان كتيبة النواصي دخول رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، إلى العاصمة.
وخلفت هذه الاشتباكات التي وقعت وسط طرابلس بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إصابات في صفوف المدنيين وأضرارا في ممتلكات المواطنين، وأثارت هلعهم وخوفهم، واضطرت مراقبات التعليم في بلديات عدة بطرابلس، إلى تعطيل الدراسة.
باشاغا يغادر متفاجئا
وبعد ساعات من الاشتباكات، أعلن باشاغا مغادرته طرابلس حقنا للدماء وحماية للمدنيين، متفاجئا بالتصعيد العسكري الخطير الذي أقدمت عليه مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية رغم دخولهم السلمي إلى العاصمة دون استخدام العنف وقوة السلاح.
وهاجم باشاغا في تغريدة له عبر حسابه على “تويتر”، سلوكيات حكومة الدبيبة “الهستيرية”، واتهمها بمواجهة السلام بالعنف والسلاح، وعدّ ذلك دليلا قاطعا على أنها ساقطة وطنيًا وأخلاقيًا ولا تمتلك أي مصداقية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
وأكد باشاغا أنهم ليسوا طلابًا للسلطة، بل عاقدو العزم على بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة منتخبة، دولة يسودها القانون، ولا يحكمها منطق العنف والفوضى الذي ترعاه الحكومة منتهية الولاية، في إشارة منه إلى حكومة الوحدة الوطنية.
حكومة الدبيبة تدين
وقالت حكومة الوحدة الوطنية إن سكان طرابلس الآمنين تفاجئوا اليوم بقيام مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بمحاولة التسلسل في جنح الظلام للعاصمة طرابلس، في محاولة بائسة لإثارة الرعب والفوضى بين سكانها، مستخدمين الأسلحة والعنف.
وأدانت الحكومة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في بيانها، هذه الأعمال “الإجرامية الخارجة عن القانون”، مؤكدة أنها قد أصدرت تعليماتها لكل الأجهزة الأمنية والعسكرية للتعامل بشدة مع كل من يهدد أمن المواطنين وسلامتهم.
وأضافت الحكومة أن الأجهزة الأمنية والعسكرية تعاملت بكل مهنية وحزم مع هذا الاختراق الأمني، حتى تمكنت من وأد الفتنة والمحافظة على استقرار العاصمة وأمن مواطنيها، مشيرة إلى أن هذه الحادثة تسببت في خسائر بشرية ومادية.
وجددت الحكومة التزامها أمام الشعب الليبي بإيصاله إلى الانتخابات، ومنع أي محاولات تسعى إليها بعض الأطراف للتمديد لأنفسها، وفرض نفسها بالقوة فوق إرادة الشعب الليبي، مطالبة كافة الأطراف الدولية بإدانة هذه التصرفات التي تهدد أمن المواطنين وسلامتهم.
الرئاسي يدعو إلى التهدئة
من جهة أخرى، دعا المجلس الرئاسي كل الأطراف إلى عدم تحويل الخلافات السياسية إلى نزاع مسلح قد يؤدي بالبلاد إلى منزلق خطير يهدد أمن المدنيين، بحسب ما نشرت المتحدثة باسم المجلس نجوى وهيبة.
كما دعا المجلس إلى التهدئة وضبط النفس وتجنيب العاصمة طرابلس وكل المدن أي استخدام للقوة أو التلويح بها وتجنب أي إقحام للأطراف العسكرية في الخلافات السياسية.