أعلن عضو مجلس الإدارة بالشركة الوطنية العامة للنقل البحري ورئيس لجنه تطوير الأسطول الكابتن بلقاسم المسماري، أن المرحلة الثانية من خطة تطوير أسطول الشركة ستكتمل قبل يونيو المقبل، باقتناء بين 6 و7 ناقلات تتمتع بكل المواصفات القياسية العالمية المطلوبة.
وأشار المسماري إلى أن لجنة تطوير الأسطول شكلت بعد اعتماد الجمعية العمومية للشركة لخطة تطوير الأسطول التي أعدتها شركة متخصصة عالمية، وتقوم على إحلال ناقلات حديثة مكان القديمة، واقتناء ناقلات غاز وسفنًا تجارية.
وأوضح أن اللجنة بدأت في تنفيذ الخطة في عام 2020، وجَرَدت سفن الأسطول وحددت القديمة التي تجاوز عمرها 15 عاما، وتلك التي تجاوزت مصاريفُها إيراداتِها، والتي صارت غير مرغوبة في السوق العالمي لعدم توفر كل المواصفات العالمية وغير مطلوبة في السوق الملاحي الدولي لعدم استيفائها للمتطلبات مثل منظومة الحد من الانبعاثات الكبريتية ومعالجة مياه الصابورة.
ناقلة “أنوار طرابلس”
وتحدث المسماري عن ناقلة “أنوار طرابلس” الحديثة من نوع “أفراماكس” التي تسلمتها الشركة الجمعة الماضية، مبينا أن حمولتها تبلغ 115 ألف طن، وتتوفر فيها كل المواصفات والاشتراطات الدولية المرغوبة من الشركات العالمية للتأجير، وتوافق متطلبات ائتلاف شركات النفط الكبرى.
وقال المسماري، إنهم بدؤوا مفاوضات شراء الناقلة “أنوار طرابلس” قبل 4 أشهر، لاستكمال خطة تطوير الأسطول 2020/23 التي انطلقت منذ أكثر من عام، موضحا أنهم تمكنوا من إتمام صفقة شراء الناقلة لأن الشركة تحظى بسمعة جيدة في السوق، خاصة بعد النجاح في شراء الناقلات “ابن حوقل” و”أنوار بنغازي” و”فزان” العام الماضي.
وبيّن المسماري أن الشركة أصبح لديها أسطول محدَّث من 4 ناقلات حديثة، هي “أنوار طرابلس” و”أنوار بنغازي” و”فزان” و “ابن حوقل”، وجميعها سفن حديثة الصنع، موضحا أن اللجنة عملت 4 أشهر متواصلة لاقتناء ناقلة “أنوار طرابلس”، وواصلت اجتماعاتها يوميا في لتحقيق ذلك وفق خطة مدروسة بعناية، بدعم من رئيس مجلس إدارة الشركة وإداراتها التنفيذية الذين عملوا لتذليل الصعاب أمام اللجنة.
تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
ولفت رئيس لجنة تطوير الأسطول بالشركة، إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أثّرت في سوق الناقلات التي ازداد الطلب عليها، في حين يتراوح عمر المعروض منها بين 15 و18 عاما، كما باتت كل أحواض بناء السفن محجوزة، ولكنه أشار إلى أنهم لم يتأثروا بعوامل الحرب خلال المفاوضات من حيث تغير الأسعار ومواعيد تسلم السفينة، على حد قوله.
وعدّ عضو مجلس إدارة الشركة، أن صناعة النقل البحري من أصعب القطاعات، منوها بمواجهتهم معضلة التعارض بين القوانين الدولية والمحلية التي استطاعوا التغلب عليها دون أن يؤثر ذلك في خطط الشركة تجاه تطوير الأسطول، وبما يوافق التشريعات والقوانين مع متابعة أجهزة الرقابة والمحاسبة كافة.
خطة تطوير الشركة
وتعهد المسماري أنهم سيعملون جاهدين لإنجاز المرحلة الثانية من خطة تطوير الشركة 2020 ـ 2023، وفق الجدول الزمني المحدد لها، متوقعا أن تنجز في يونيو المقبل، حتى يتمكنوا من البدء بتنفيذ المرحلة الثالثة التي اعتبرها تتويجا لجهود سنوات، مؤكدا أنهم يسعون من خلالها إلى تنوع النشاط ودعم الأسطول بسفن الغاز والنقل التجاري وغيرها.
وذكر أن الخطة ستكتمل عندما تُستكمل عملية إحلال وبيع الناقلات القديمة التي تجاوزت 15 عاما وشراء ناقلات حديثة الصنع، لِيصبحَ متوسط أعمار ناقلات الأسطول بين 3 و 4 سنوات، وهو ما يمكّن الشركة من المنافسة بقوة في سوق النقل البحري ويساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
وأكد المسماري أنه بعد تنفيذ خطة تطوير أسطول الشركة ستزداد فرص تشغيل السفن ودخولها لكل الموانئ الأوروبية والآسيوية والأمريكية، لحداثتها وتوفرها على كل الشروط والمتطلبات الدولية، ولحجمها المناسب، كونها من نوع “أفراماكس”، الذي يمكّنها من دخول أغلب الموانئ العالمية.
وأضاف أن الشركة عندما تشرع في اقتناء أي سفينة فإنها تخاطب عددا من الوسطاء العالميين المعروفين في السوق الملاحي الدولي، بعد تحديد المواصفات الفنية للسفينة وفق المعايير العالمية، ودراسة الجدوى الاقتصادية لضمان تحقيق إيراد يغطي مصاريف السفينة وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح.
وعبر عن شكره لكل أعضاء لجنة تطوير الأسطول وكل العاملين بالشركة، لحرصهم ووطنيتهم وعطائهم غير المحدود بكل احترافية ومهنية، ولكل الجهات الرسمية بالدولة التي باركت هذه الجهود، ودعمت خطة تطوير أسطول الشركة منذ بدايتها وأبدت ثقتها في هذه المؤسسة العريقة التي تمتد لأكثر من 45 عاما في صناعة النقل البحري.