أثارت حادثة حرق مقر مجلس النواب بمدينة طبرق، على يد عدد من المتظاهرين أمس الجمعة، استنكارا ورفضا واسعا من بعض الأطراف المحلية والدولية.
وشهدت العديد من المدن مساء الجمعة، ومن بينها طرابلس وطبرق ومصراتة، خروج عدد من المتظاهرين، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وتردي الأوضاع المعيشية وتدني الخدمات في البلاد.
البرلمان يدين
ودان مجلس النواب تخريب البعض لمقارّ الدولة وحرقها والعبث بمقدرات الشعب الليبي، مؤكدا أن هذه الأفعال لا تمثل المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم الشرعية، معتبرا هذا الاعتداء جريمة يعاقب عليها القانون.
وأكدت المجلس في بيانه أمس، أنه يبذل قصار جهده لعودة الأمانة إلى الشعب الليبي صاحب الحق والإرادة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال.
مصير جلسات البرلمان؟
وحول مصير جلسات البرلمان والمكان الجديد لانعقادها، أكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي المريمي، أن المجلس بإمكانه عقد جلساته في أي مدينة ليبية، ولديه عديد القاعات الممكن استعمالها في طبرق، منوها بأن البرلمان يرفض أعمال التخريب والعنف والخروج عن القانون.
وقال المريمي في تصريحات لفواصل، إن حرس مقر النواب تحلوا بالصبر وضبط النفس ولم يقابلوا المحتجين بالعنف إيمانا منهم بحقهم في التظاهر وتحسين الأوضاع المعيشة وإجراء الانتخابات.
وأضاف المريمي أن مديري الإدارات في مجلس النواب يحتفظون بنسخ إلكترونية لكل أعمالهم داخل البرلمان، ولن يشكل الحرق والتخريب والعبث بما هو موجود، أي شيء، على حد قوله.
وليامز ترفض الاعتداء
وقالت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز، إن أعمال الشغب والتخريب كاقتحام مقر مجلس النواب أمس في طبرق، غير مقبولة على الإطلاق.
وشددت وليامز على ضرورة الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية تجاه الاحتجاجات وممارسة الجميع لضبط النفس، واحترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي، بحسب ما نشرت على حسابها في “تويتر”.
موقف الرئاسي
من جهة أخرى، أكد المجلس الرئاسي أنه يتابع الأحداث الأخيرة على كامل التراب الليبي، وأنه في حالة انعقاد مستمر ودائم حتى تتحقق إرادة الليبيين في التغيير، وإنتاج سلطة منتخبة يرضى عنها الليبيون.
وقال المجلس في بيانه حول الأحداث التي عاشتها ليبيا مساء الجمعة، إنه لن يخيب آمال وإرادة الشعب بالعيش في دولة تنعم بالأمن والاستقرار الدائم، وفق نص البيان.
وفي الليلة ذاتها، تظاهر العشرات من المحتجين أمام مقر رئاسة الوزراء في العاصمة طرابلس، مندّدين بسوء الأوضاع المعيشية في البلاد والانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي.