كشف تقرير شامل لخدمة أبحاث الكونجرس الأميركي (CRS)، قدم لأعضاء الكونجرس لرسم السياسة الأميركية تجاه ليبيا، عن التعقيدات والتحديات التي تواجه عملية الانتقال السياسي في ليبيا، حيث تتنافس حكومتان وتتدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع.
الوجود الروسي
وذكر التقرير أن الجيش الأمريكي ما زال يراقب أنشطة المرتزقة الروس ومعداتهم العسكرية في ليبيا، بالرغم من مغادرة بعضهم إلى أوكرانيا، كما أشار إلى وجود تواجد عسكري لقوات أجنبية من روسيا وتركيا ودول أخرى على الأراضي الليبية.
موازنة المصالح
وبيّن التقرير أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن توازن بين مصالحها في ليبيا وأهدافها مع كل من روسيا ومصر وتركيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات، مشيراً إلى أن السفير الأميركي الخاص لشؤون ليبيا ريتشارد نورلاند يتولى قيادة الجهود الدبلوماسية الأميركية تجاه ليبيا منذ عام 2019.
المساعدات الإنسانية
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتخصيص 15.95 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في ليبيا خلال العام المالي 2024، في وقت تزيد فيه الاحتياجات الإنسانية للشعب الليبي عن 800 ألف شخص بحاجة إلى المساعدة، إضافة إلى وجود أكثر من 680 ألف مهاجر في ليبيا.
أهمية النفط والغاز
كما أكد التقرير أهمية قطاعي النفط والغاز اللذين يعتمد عليهما اقتصاد ليبيا، مما يجعل السيطرة على شركة النفط الوطنية والمصرف المركزي محل تنافس شديد بين الأطراف الليبية المتصارعة.
العقوبات الدولية
وأشار التقرير إلى أن مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات مالية وسفر على الجهات التي تهدد السلام في ليبيا، فيما فرضت الولايات المتحدة عقوبات مماثلة، من أجل منع ليبيا من أن تصبح بيئة ملائمة لنشاط الجماعات الإرهابية.
مراقبة الكونجرس
وأوضح أن الكونجرس الأميركي يراقب عن كثب خطط إعادة التواجد الدبلوماسي والأمني الأميركي في ليبيا والتكاليف المترتبة على ذلك، فيما دعا بعض أعضاء الكونجرس إلى مشاركة أميركية أكثر حزماً في ليبيا لدفع عجلة الانتقال السياسي إلى الأمام.
وخلص التقرير إلى أن الوضع السياسي والأمني المعقد في ليبيا يتطلب مشاركة فاعلة من المجتمع الدولي لدعم جهود إجراء الانتخابات وإنهاء الانقسام السياسي وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.
أهمية خدمة أبحاث الكونجرس
وتُعد خدمة أبحاث الكونجرس الأميركي (Congress Research Service) إحدى أذرع الكونجرس للأبحاث والدراسات، حيث تقدم الخدمة أبحاثاً وتحليلات معمقة وحيادية لأعضاء ولجان الكونجرس تغطي مجموعة واسعة من القضايا والسياسات المحلية والدولية.
وتلعب خدمة الأبحاث دوراً حاسماً في إعلام أعضاء الكونجرس وتزويدهم بالمعلومات والبيانات اللازمة لاتخاذ القرارات التشريعية ورسم السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
كما تُستخدم تقارير ودراسات خدمة الأبحاث كمرجعية مهمة خلال المناقشات والمداولات داخل قاعات الكونجرس. وبذلك تؤدي الخدمة دوراً أساسياً في صياغة وتوجيه السياسة الأمريكية في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك ليبيا.