محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير يسعى من تركيا إلى الإطاحة برئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة من السلطة، وبعد تهديد الأخير له، أوقف الكبير تمويل الإنفاق العام لحكومة الدبيبة، ورفض دفع عقود لقريب الدبيبة ومستشاره، امتد الصراع بين الرجلين إلى رئيس مؤسسة النفط فرحات بن قدارة لأجل السيطرة على عائدات النفط التي تودع في المصرف المركزي، وهو وحده المتصرف في توزيعها.
وعقب إيقاف الكبير سداد مدفوعات مؤسسة النفط ابتكرت الأخيرة حيلة للحصول على التمويل للاستمرار في استيراد الوقود، بإنشاء نظام مقايضة، تستبدل فيه النفط الخام بالوقود المستورد، وتقوم شركة البريقة بشراء وتوزيع الوقود،لكن نظام المقايضة غامض لأن فواتيره لا تضمّن في الحسابات العامة، ولا سيطرة خارجية على تفاصيلها. ومع ذلك قدمت مؤسسة النفط تفاصيل عن الإيرادات الناتجة عن مبيعاتها من النفط الخام عام 2022.
احتفظت مؤسسة النفط بجزء إيرادات بيع النفط في حساب المصرف الليبي الخارجي، ما أغضب محافظ المركزي واتجه إلى معاقبة بن قدارة بإضعاف موقفه بمهاجمته في أحد أدواره في الإمارات، فاستعمل الكبير نفوذه لعدة أسابيع لإنهاء ولاية بن قدارة من رئاسة مجلس إدارة البنك العربي للاستثمار والتجارة الخارجية، ويشكل الليبيون والإماراتيون الحصة الأكبر من المساهمين في البنك، لم يتوقف الكبير عن استهداف حلفاء الدبيبة حتى من داخل المركزي نفسه، فإن المحافظ يصنف مستشاره وعضو مجلس إدارة المصرف المركزي مصطفى المانع، أن ولاءه للدبيبة.
لكن مع استهداف المحافظ لبن قدارة في الإمارات فإن رئيس مؤسسة النفط يتمتع بعلاقات قوية فيها وفي طرابلس، ويعد حليفا للدبيبة ويحظى بحمايته، يعتمد عليه الدبيبة كونه حلقة وصل مع قائد القيادة العامة خليفة حفتر.
المصدر: أفريكا إنتلجينس