نقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن دبلوماسيين غربيين قولهم، إن الإمارات سحبت في الأشهر الأخيرة أصولها العسكرية من ليبيا.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مسؤول إماراتي، إلى أن الإمارات ستركّز بشكل أكبر على الجانب الاقتصادي بوصفه خيارا أفضل، خاصة في ظل جائحة كورونا.
وتعد الإمارات أحد الداعمين الرئيسيين لخليفة حفتر في الصراع الليبي، بحسب ما نشرت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته اليوم الأربعاء.
وذكرت الصحيفة أن حفتر عانى سلسلة من الهزائم العام الماضي بعد أن تدخلت تركيا، الخصم اللدود للإمارات، عسكريا لدعم حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة وإنهاء هجوم أمراء الحرب ضد طرابلس الذي استمر لأكثر من عام.
وقال خبير الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إميل حكيم، إن الإمارات العربية المتحدة أدركت أنه من الصعب تحقيق فوز في أي مكان في الوقت الحالي، وفقا لما نقله تقرير صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وأضاف حكيم أنه كان من المنطقي أن تركز قيادتها على التعافي الاقتصادي وتضع نفسها في وضع يمكّنها من الاستفادة من عالم ما بعد الوباء، وهو موضوع كرره المسؤولون الإماراتيون، وتابع بالقول إن الإماراتيين قد اختبروا الافتراض القائل إن القوة العسكرية يمكن أن تجلب عوائد صعبة، لكن اتضح أن الأمر ليس كذلك، لذا فهم يتأقلمون.
ورأى الخبير أنْ لا أحد يعرف ما إذا كان هناك تحول في عقلية القيادة، لكن ما نراه بوضوح هو تقليص الإمارات لتدخلها العسكري، وتقليل انكشافها والتركيز على ما هو أكثر استراتيجية من حيث أمنها الكلي وازدهارها.
من جهة أخرى قالت المحللة الخليجية إلهام فخرو إن الإمارات أدركت أن المزاج في المنطقة قد تحول نحو الدبلوماسية مع انتخاب إدارة بايدن، واعتقدت أن الوقت قد حان للاستفادة من ذلك، مؤكدة أن الإمارات لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تتدخل علانية في النزاعات الإقليمية مثل ليبيا، أو تسلح الجهات المتحالفة معها.
واستدركت فخرو حديثها بالقول: لكنني لا أعتقد أنهم يبتعدون عن نهجهم الأكثر تصادما، فهم يريدون أن يكونوا أكثر ذكاء في ذلك، وهذا يعني توسيع جهودهم في الدبلوماسية والوساطة أيضا.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قالت في سبتمبر الماضي إن الإمارات صعّدت من شحنات الأسلحة والإمدادات العسكرية إلى حفتر، لإنقاذ حملته العسكرية في ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في الأمم المتحدة اطلع على تقرير سري للجنة الخبراء التابعة للجنة العقوبات الخاصة بليبيا قوله، إن سلاح الجو الإماراتي سيّر بين شهري يناير وأبريل 2020 نحو 150 رحلة، يعتقد الخبراء الأمميون أنها تحمل ذخيرة وأنظمة دفاعية، إضافة إلى عشرات الرحلات خلال الصيف باستخدام طائرة نقل عسكرية أمريكية من طراز “سي-17” (C-17)، التي استمرت حتى بعد فشل هجوم حفتر على طرابلس.