في اليوم الدولي لمكافحة الصيد غير القانوني دون إبلاغ وتنظيم، الذي يوافق الـ5 من شهر يونيو من كل عام بحسب ما حددت منظمة الأمم المتحدة، أجرت فواصل مقابلة صحفية مع رئيس الجمعية الليبية والمغاربية لعلوم البحار ضو حدّود.
وتحدث حدود وهو باحث أيضا بمركز الأحياء البحرية بتاجوراء، عن جرافات الصيد وموسم سمك التونة في ليبيا، إضافة إلى انتهاك المياه الإقليمية الليبية من قبل صيادي دول الجوار، وطرق الصيد غير القانونية التي ينتهجها بعض الصيادين في البلاد.
جرافات الصيد
واستهل حديثه عن جرافات الصيد، مبينا أن عددها قليل أساسا في ليبيا، وقد توقفت عن العمل منذ زمن، وقال إنها لا تلتزم بالقوانين كعدم تجاوز عمق 50 مترا، ولا رقابة من حرس السواحل، موضحا أنها لو التزمت بالقوانين فلن يسبب عملها ضررا للبيئة البحرية.
وأكد حدود ضرورة أن تتوقف الجرافات قانونا شهرين أثناء فترة وضع السمك البيض، أما القوارب الصغيرة فيمكنها العمل خلال هذه المدة.
شباك غير قانونية
وأوضح الباحث بمركز الأحياء البحرية، أن من أشكال الصيد الجائر استعمال الشباك غير القانونية وهي أنواع من الشباك الطافية لمسافة كيلومترات، وكذلك شباك النايلون وهي ممنوعة بالقانون رقم 14 ولائحته التنفيذية.
الجلاطينة وأضرارها
أما عن طرق الصيد غير القانونية، فبيّن حدود أنه بعد 2011 انتشر استخدام ما يعرف بالقنبلة المصنعة يدويا “الجيلاطينة” في كل ربوع ليبيا، وكثر الهواة الذين لا علم لهم بالصيد، وكثرت الإصابات جراء ذلك.
وأضاف رئيس الجمعية الليبية المغاربية لعلوم البحار، أن النسبة الأكبر لاستخدام الجولاطينة قبل 2011 كان في المنطقة الشرقية لقلة الإمكانيات آنذاك، وكان قليلا استعمالها في المنطقة الغربية لاعتبارات أمنية آنذاك.
وحذر حدود من أن مواصلة استعمال الجلاطينة وشيوع الصيد بها سيؤدي عدم نمو الأعشاب البحرية والطحالب في الأماكن المستهدفة بها، بحسب ما يؤكد الباحثون، منبّها إلى أن استخدام الجلاطينة في الصيد ممنوعا عالميا، إضافة إلى خطرها أمنيا وما تخلفه من أضرار للمستخدم ومحيطه، كما أنه محرم شرعا حسب فتاوى عدد من العلماء.
ورأى حدود أن الجلاطينة صارت أداة لمن لا يحسنون الصيد والباحثين عن الربح السريع دون اعتبار للأضرار الطويلة الأمد لها، على حد قوله.
موسم التونة
وتابع حدود حديثه عن موسم التونة الذي بدأ في ليبيا، موضحا أن منظمة مصايد التونة الدولية ICCAT التي تنظم حصة الدول من التونة، خصصت لليبيا هذا الموسم نحو 2300 طن، معتبرا إياها حصة كافية.
وقال حدود إنه توجد الآن أكثر من 50 سفينة ليبية لصيد التونة، موضحا أن وزارة الثروة البحرية تحيل إجراءات وأسماء السفن إلى المنظمة الدولية ICCAT لتوافق عليها، مضيفا أن الوزارة تتولى بعد ذلك توزيع حصة ليبيا على السفن المعتمدة من المنظمة.
وأضاف حدود أنه على الرغم من هذا العدد إلا أن 15 سفينة فحسب من تصطاد الكميات المخصصة لليبيا عادةً، والبقية تبيع مخصصها لها دون أن تصطاد منه شيئا، خاصة أنه مجال مربح ويشهد إقبالا متزايدا.
الصيد الأجنبي في المياه الليبية
وأكد رئيس جمعية علوم البحار، أن جرافات الصيد القادمة من دول الجوار، ما زالت تواصل الصيد في المياه الليبية الإقليمية والتجارية لضعف حرس السواحل قبل 2011 وبعدها.
وبشأن الموارد غير المستغلة في ليبيا، نوه إلى وجود موارد هائلة كمصائد الاسماك أو القشريات أو الإسفنح، والزراعة المائية وغيرها من الموارد غير المستثمرة.
وتتميز ليبيا بطول ساحل بحري يطل على البحر المتوسط يمتد طوله إلى نحو 1850 كيلومترا، مما يجعلها دولة غنية بالثروات البحرية والسمكية.