قدمت القائمة بأعمال المبعوث الأممي في ليبيا ستيفاني خوري، إحاطتها أمام مجلس الأمن، أمس الإثنين، وأكدت خلالها أن إنشاء حكومة واحدة لكل الشعب الليبي من أولويات خطتها، وأن الإجراءات الأحادية أدت لتأزيم الوضع في ليبيا، مبينة أن البعثة تنوي الجمع بين الشركاء الليبيين وتنفيذ حوار منظم من أجل وضع رؤية موحدة لمستقبل البلاد.
الانقسام السياسي
وأضافت خوري خلال إحاطتها أن الكيان الليبي يتفكك، وجهود المصالحة تتضرر بسبب الانقسام السياسي، مشيرة إلى أن أي حكومة تصدر عن الاتفاقات ينبغي أن تلتزم بالضمانات والمبادئ لكي تصل البلد إلى الانتخابات كشرط لتحقيق الشرعية.
ترحيب الرئاسي
وعبر نائب المجلس الرئاسي عبدالله اللافي عن دعم المجلس الكامل والمطلق لإطلاق عملية سياسية شاملة برعاية أممية في ليبيا.
واعتبر اللافي أن هذه العملية تمثل مسارًا وطنيًا ضروريًا لتحقيق الاستقرار، وتوحيد مؤسسات الدولة، والخروج من حالة الجمود السياسي، وصولًا إلى انتخابات وطنية حرة ونزيهة تحقق بناء دولة ديمقراطية موحدة وذات سيادة.
ومن جانبه رحب ممثل الجزائر في مجلس الأمن، بمقترح بعثة الأمم المتحدة بإعادة تنشيط العملية السياسية تعزيزا للثقة ما بين أصحاب المصلحة الرئيسيين وتمهيدا للطريق من أجل تنظيم انتخابات وطنية، مشددا على ضرورة تسوية القضايا العالقة المرتبطة بالإطار الانتخابي.
دعم فرنسي
ورحبت فرنسا أيضا من خلال ممثلها في مجلس الأمن، بعمل ستيفاني خوري، مؤيدة جهود البعثة لتشكيل حكومة موحدة قادرة على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية بالتوازي، مؤكدة دعمها لتعيين ممثل خاص لليبيا يستفيد من المبادرات التي تقوم بها خوري.
اعتراض روسيا
وأبدى ممثل روسيا في مجلس الأمن، استغرابهم من عدم حل الدول الغربية الأمور بينها في إشكاليات مختلفة متعلقة بليبيا، مثل المؤتمر الذي عقد في ديسمبر، ولم يدع إليه مجموعة من الأطراف النافذة، موضحا أن مشاركة خوري في هذا المؤتمر لم ترسل الرسالة المناسبة.
وأكد الممثل الروسي أن هذه المبادرة تسيء إلى سلطة مجلس الأمن وإلى الموثوقية في ذلك، بالإضافة إلى أنه ليست لهذه المبادرات أي قيمة مضافة لتسوية الأوضاع في ليبيا بل على العكس قد تقوض الجهود.
وأشار الممثل الروسي إلى انتظارهم أن يعين الأمين العام مبعوثا جديدا لليبيا، داعيا غوتيريش إلى تقديم مرشح لمجلس الأمن لهذه الوظيفة الدقيقة.
عملية سياسية
وقد أكدت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، الحاجة إلى عملية سياسية جديدة في ليبيا، وأنهم يرون أن الأمم المتحدة هي الطرف الدولي الأكثر تأهيلاً لقيادة هذه العملية، مبينة أن خوري قامت بعمل استثنائي في التواصل مع الأطراف الليبية والدولية، مؤيدة مقترح ستيفاني لعقد مشاورات موازية في صيغة أكثر شمولاً.
تطور إيجابي
وتعليقا على مبادرة خوري، رحب الاتحاد الأوروبي بهذه المبادرة مؤكدا أنها تطور إيجابي لإحياء العملية السياسية، داعيا جميع الأطراف الليبية والدولية للعمل مع البعثة الأممية لضمان نجاح آلية الوساطة.
ومن جهتها أعلنت سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة دعمها المبادرة التي قدمتها ستيفاني بشأن العملية السياسية في ليبيا، مشيدة بالإحاطة التي قدمتها خوري أمام مجلس الأمن.
اتهام بالتخاذل
وقد انتقد 4 أعضاء بمجلس النواب وهم: فوزي النويري وسالم قنان وطلال الميهوب وعائشة شلابي، بشدة إحاطة خوري واتهموها بالتخاذل وعدم الالتزام بتحقيق حلول جذرية للأزمة الليبية، واصفين في بيان لهم، الكلمة والإحاطة بأنها “عبارات عامة ومواقف مكررة” لا تلبي تطلعات الشعب الليبي.
غير مكتملة
وأكد عضو مجلس النواب عصام الجهاني في تصريح لفواصل، أن خوري لم تأت بجديد، وغير مكتملة وغير فاعلة، لأسباب كثيرة، أهمها الخشية من رد فعل عضو مجلس الأمن روسيا.
استحالة الانتخابات
ومن جانبه أوضح عضو مجلس النواب جلال الشويهدي لفواصل، استحالة إجراء انتخابات في ظل استمرار حكومة الوحدة، مؤكدا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات، مع اشتراط عدم مشاركتها في العملية الانتخابية.
ترحيب المشري
ورحب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، بما جاء في إحاطة خوري، مؤكدا على الملكية الليبية للعملية السياسية في ليبيا، داعما دفع العملية السياسية نحو إنجاز الاستحقاق الانتخابي، تحت إشراف حكومة موحدة.
خصوصية الاتفاق
وأوضح عضو المجلس الأعلى للدولة، نوح المالطي في تصريحه لفواصل، أن الاتفاق السياسي ينص علي خصوصية الاتفاق بين الدولة والنواب، وأن البعثة تحاول أن تعرقل أي تقارب بين الدولة والنواب “لغاية في نفس يعقوب”.