كشفت صحيفة لوموند الفرنسية اتباع دولة الإمارات العربية المتحدة سياسة انفصالية إزاء الدول التي مر بها الربيع العربي، التي قلبت أنظمة الحكم الاستبدادية مثل ليبيا والسودان واليمن، وأدت سياستها العدائية في تفاقم تجزئة العالم العربي.
وانتهجت أبوظبي بعد 2011 استراتيجية المختبر الليبي لدعم الثورات المضادة، وحليفها خليفة حفتر في ليبيا، كما شجعته على شن حرب للاستيلاء على السلطة بين عامي 2014 و2019، وشاركت طائراتها في قصف العاصمة طرابلس.
وأدت الاستراتيجية الإمارتية الانفصالية إلى تقسيم البلاد بين حكومتين واحدة في الغرب حظيت باعتراف دولي، وأخرى في الشرق يسيطر عليها حفتر، يتدفق لها السلاح، تضمنت مروحيات بلاروسية، رغم قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
“إسبارطة الشرق الأوسط” كما تصفها الصحيفة، فشلت في مساعيها لتمكين حليفها “قائد الرجمة” من الدخول إلى طرابلس، بعد تحالف حكومة طرابلس آن ذاك مع تركيا، واستخدمت أبوظبي مدينة بنغازي ومناطقها كمختبر للتعاون العسكري بين حفتر وروسيا.
وحذرت الصحيفة من تطوير قاعدة جوية إماراتية بالتعاون مع موسكو في منطقة “معطن السارة” جنوبي ليبيا، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا وصفته “لوموند الفرنسية” بالخطير، قد تُستخدم لإعادة رسم موازين القوى في شمال إفريقيا، ويزيد من حالة التفكك في ليبيا والمنطقة ككل، في ظل صمت دولي وتواطؤ من بعض القوى الغربية.