99
تزامنت جلسة مجلس الأمن الدولي حول ليبيا وإحاطة المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري – 16 ديسمبر 2024، مع التطورات الإقليمية المتسارعة التي يشهدها العالم سواءا في سوريا ولبنان، وصولا إلى أوكرانيا، فضلا عن قرب تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب منصبه في يناير القادم وتحقيق الجمهوريين فوزا ساحقا في الكونغرس.
حراك جدي
أدت المعطيات الجديدة إلى نشاط ملحوظ للمبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري خلال الأسابيع الأخيرة، حيث التقت في 4 من الشهر الجاري بويلتون بارك في لندن، الذي وضع معالم مهمة لمستقبل العملية السياسية في ليبيا.
وأسهمت هذه التطورات في جعل جلسة مجلس الأمن ذات أهمية خاصة في استشراف المستقبل القريب للأزمة الليبية.
حضور حقوقي
من أجواء الجلسة كانت هناك رسالة واضحة بأن ملف حقوق الإنسان جاهز للتوظيف، وأن الاتهامات قد تُوجَّه لأطراف معنية بشكل مباشر.
وبرزت مشاركة علي العسبلي، مسؤول منظمة رصد لمتابعة قضايا حقوق الإنسان، الذي تحدث من نيويورك عن قضايا تخص الشرق والغرب الليبي، كما وجه اتهامات غير مباشرة لأطراف عسكرية وأمنية.
ويشير حضور ممثل حقوقي في جلسة مجلس الأمن لمناقشة قضايا حساسة إلى تنسيق مسبق، خصوصا مع تولي الولايات المتحدة رئاسة الجلسة هذا الشهر.
تلويح بالعقوبات
في ذات الوقت، ذكر السفير الياباني رئيس لجنة متابعة العقوبات بمجلس الأمن، أن هناك أفرادا استوفوا شروط الإدراج على قائمة العقوبات.
ويعد هذا التصريح بوجهة نظر كثيرين إشارة غير معتادة توحي بتوجيه رسائل إلى أطراف معينة في العملية السياسية الليبية شرقا وغربا، وتعكس جدية المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات ضد المخالفين.
وقد يستخدم هذا الملف ورقة للضغط على الأطراف الداخلية، لتحقيق هدفين متوازيين الأول معالجة ملف حقوق الإنسان، وممارسة أقصى ضغط على الفاعلين السياسيين في ليبيا للاستجابة للتغيير.
أجواء إيجابية
وعلى الرغم من أهمية الجلسة والمبادرة المطروحة، لم تشهد الجلسة التوتر المعتاد، سيما من الجانب الروسي، الذي يُعرف باهتمامه الكبير بالملف الليبي.
وكانت مداخلة روسيا هادئة، ما أعطى مساحة للتفاوض بدلًا من رفض المبادرة بشكل قاطع، حيث يعد هذا التغير مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية فتح باب الحوار والتفاوض بشكل أوسع.
كما غابت تصريحات الدول المهتمة بالملف الليبي كالإمارات وتركيا ومصر.
ويبدو من الصعب التنبؤ بمواقف المجتمع الدولي والأطراف المحلية، التي تفتقر إلى القدرة على تنفيذ حل سياسي بمفردها دون دعم خارجي.
رضا مبطن
وفي الوقت نفسه، يعد صمت بعض الدول الإقليمية، علامة على عدم الاعتراض، إذ يبدو من التطورات العالمية أن السياق حاليا يجري لترتيب الأوراق مدفوعا بالإدارة الأمريكية الجديدة التي لها أولويات قصوى في الصراع الدولي والحرب في شرق أوروبا.
ويسعى العالم كما هو واضح إلى صعود نخبة تواكب التغيير الحاصل، لذا تبدو فرص نجاح هذه المبادرة أكبر مقارنة بالمبادرات السابقة، رغم التوقعات بظهور بعض الاعتراضات من أطراف معينة.