أكدت وزيرة الخارجية السابقة، بحكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، أنه وعندما بدأت الثورة في ليبيا عام 2011، سارع رؤساء مثل باراك أوباما في أمريكا ونيكولا ساركوزي في فرنسا وديفيد كاميرون في بريطانيا، إلى جانب حلف شمال الأطلسي، إلى تقديم الدعم وتقديم أنفسهم باعتبارهم أبطال الشعب الليبي، مشيرةً أن أفعالهم السطحية أخفقت في معالجة احتياجات البلاد على المدى الطويل.
إضعاف المؤسسات
وأوضحت المنقوش خلال تصريحات لصحيفة الغارديان، أن المجموعات المسلحة في ليبيا تركت دون رادع، وساهمت في إضعاف المؤسسات، كما أوضحت أن البلاد هبطت إلى الفوضى، وأشارت أن برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج الذي بدأ في أواخر عام 2011 كان سيئ التنفيذ.
زعزعة الاستقرار
وذكرت وزيرة الخارجية السابقة، أنه وبدلاً من تعزيز الاستقرار، أدى ذلك إلى زعزعة استقرار ليبيا، مما أشعل فتيل الهجمات على المدنيين في الخارج، وبمرور الوقت، تم تدمير التراث الثقافي الغني والبنية الأساسية للبلاد، مما ترك ندوباً على تاريخ الأمة لا تزال تنزف حتى اليوم.
غياب الاستراتيجية
وقالت المنقوش: “منذ ذلك الحين، وصف أوباما الفشل في التخطيط لما بعد ليبيا بأنه “أسوأ خطأ” ارتكبه في منصبه، في حين أدان التحقيق العام البريطاني غياب استراتيجية متماسكة لما بعد القذافي”.
سوريا وليبيا
وحثت وزيرة الخارجية السابقة، العالم على عدم السماح لسوريا بأن تصبح قصة تحذيرية أخرى لأمة تركت لتنهار تحت وطأة اللا مبالاة العالمية والزعامة المنقسمة، حيث لا يمكن أن نسمح للفراغ في السلطة في سوريا بالتفاقم إلى حرب أهلية كما فعل المجتمع الدولي في ليبيا.
الوضع السوري
كما حذرت المنقوش أن الوضع في سوريا قد يواجه نفس مصير ليبيا بالفعل، وأن تتأرجح البلاد بين السلام والفوضى، وقالت: “تتنافس الفصائل المتمردة على السلطة، ويقود الحكومة المؤقتة قائد “مُصلح” له علاقات بتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة”.
وواصلت المنقوش قائلة: “المجتمع الدولي يفتقر إلى استراتيجية لمعالجة العواقب، تتدفق الأسلحة والأيديولوجيات من دول مختلفة إلى المنطقة، مما يعرض للخطر تصاعد التطرف وتعميق الانقسامات”.
القوات الروسية
وتطرقت المنقوش أنه ومع انسحاب القوات الروسية، أصبحت لدى الغرب فرصة نادرة للعمل، ليس كقوة أجنبية أخرى، ولكن كقوة استقرار تقدم بديلاً، مؤكدةً أن التاريخ يُظهِر أنه بمساعدة مدروسة، كما يمكن للدول التي مزقتها الحرب مثل كوريا الجنوبية واليابان بعد الحرب أن تصبح مجتمعات مستقرة ومنتجة.
أوجه التشابه
وأختتمت المنقوش تصريحها قائلة: “إن أوجه التشابه بين ليبيا وسوريا صارخة، لكن لا ينبغي أن تكون نبوئية، مع استقرار الأوضاع في سوريا، يتعين على العالم مقاومة إغراء التفاؤل السلبي والالتزام بالإدارة النشطة. لا يمكننا أن نسمح لسوريا بأن تصبح قصة تحذيرية أخرى لأمة تُركت لتنهار تحت وطأة اللا مبالاة العالمية والزعامة المنقسمة”.