قضى الاتفاق غير المعلن الموقع في يوليو 2022، بين حكومة الوحدة وصدام نجل قائد القيادة العامة خليفة حفتر بإقالة مصطفى صنع الله، وتعيين فرحات بن قدارة خلفا له.
إيقاف بالرحيم
وعلى خلفية أزمة الوقود التي تشهدها معظم مدن ليبيا هذه الأثناء، أعلن رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، إيقاف رئيس مجلس إدارة شركة البريقة لتسويق النفط فؤاد بالرحيم، وإحالته إلى التحقيق الإداري، ويشكل لجنة تحقيق برئاسة وكيل وزارة المالية.
تغييرات جديدة
وفي 7 مايو 2023، أعاد بن قدارة تشكيل مجلس إدارة شركة البريقة لتسويق النفط واستبدل رئيسه السابق إبراهيم بوبريدعة بفؤاد بالرحيم الذي لديه خبرة سابقة بالشركة إذ كان رئيسها في 2021، وذلك ضمن سلسلة تغييرات أجراها الرئيس الجديد لمؤسسة النفط فرحات بن قدارة على الشركات النفطية.
التورط في التهريب
وفي فبراير الماضي كشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، ورود اسم شركة البريقة على وثائق الشحن الخاصة بالناقلة “الملكة ماجدة” التي احتجزت في ألبانيا، على خلفية تهريب وقود بكمية 2 مليون برميل،
ومن جهته نفى بالرحيم صلة الشركة بالتهريب، قائلا: إن “البريقة تختص بجمع الوقود وتوزعه على شركات التوزيع، لكنها غير متورطة في التهريب”.
وأضاف بالرحيم أن “تسليم كميات الوقود لشركات التوزيع لا تتبعه مراقبة من أي طرف”، معبرا عن مخاوفه من ازدياد الوضع سوءا في المستقبل، ما لم يتم تفعيل إجراءات أكثر صرامة، منوها إلى افتقارهم للاختصاص والسلطة. وفق بلومبيرغ.
تجارة غير مشروعة
وفي التقرير ذاته الذي نشرته بلومبيرغ، كشفت أن ما يصل إلى 40% من الوقود المستورد في ليبيا أو ما يقدر بـ 5 مليارات دولار سنويا يهرب من خلال التجارة غير المشروعة.
وأكدت بلومبيرغ أن الكثير من هذا الوقود الليبي المستورد من روسيا، يتم تحويله إلى دول أوروبا، وذلك بعد تحقيق أجرته “كي أوناه ها” اعتمدت فيه على سجلات الشحن ومقابلات مع مسؤولين ليبيين وأفراد طاقم ناقلة النفط “الملكة ماجدة” المحتجزة في ألبانيا يوليو 2023.
الهجمات الأوكرانية
هناك علاقة وثيقة بين نقص في الوقود في ليبيا وهجمات الأوكرانيين على المصافي الروسية، باعتبار المؤسسة الوطنية للنفط تعتمد كليا على توريده من روسيا، التي انخفض إنتاجها من الوقود في الآونة الأخيرة بسبب تلك الهجمات.
ليبيا المتصدرة
كشفت جريدة فايننشال تايمز البريطانية فبراير الماضي عن تصدر ليبيا قائمة كبار مشتري الديزل الروسي خلال العام 2023 وفق أحدث البيانات لتحل في المرتبة الثالثة عالميا والأولى عربيا.
وذكرت أنه بحسب رسم بياني استند لبيانات شركة «كليبر» المعنية بأبحاث الطاقة أن ليبيا جاءت في المرتبة الثالثة في القائمة، إذ بلغت مشترياتها من الديزل الروسي في نهاية 2023 قرابة 1.5 مليون برميل في الشهر، ومن ثم غانا بمشتريات دون مستوى 1.5 مليون برميل في الشهر.
الديزل الروسي
وبحسب بيانات صادرة عن المركز الروسي لأبحاث الطاقة والهواء النظيف، فإن مرتبة ليبيا، تعني الإفراط في اقتناء الديزل الروسي بعد ما احتلت المرتبة العاشرة في قائمة أكبر الدول المستوردة للمشتقات النفطية الروسية في سبتمبر 2023.
بعد هذه المدة على مضي الاتفاق الذي رسم المشهد السياسي والاقتصادي بين قطبي الرحى، شرقا وغربا، هل بات وشيكا انهياره، خاصة مع تصاعد الخلافات الحالية على رئاسة المؤسسة النقدية؟