أكد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، خلال شرحه أمام المحكمة أسباب زيارة معمر القذافي المثيرة للجدل إلى العاصمة باريس في عام 2007، مشيراً أنه كان من الممكن سير العلاقات بشكل جيد من دونها، ومؤكدا أن زيارة القذافي جاءت بعد الإفراج عن الممرضات البلغاريات.
شكوك التمويل
وبحسب تقرير صحيفة لوموند الفرنسية، فإن ساركوزي أمضى عدة ساعات أخرى في قفص الاتهام، يجيب عن الشكوك المتعلقة بالتمويل الليبي لحملته الرئاسية في العام 2007، حيث يحاكم منذ 6 يناير، كما تطرق إلى ملف مصير الممرضات البلغاريات المحتجزات في ليبيا آنذاك.
ساركوزي والممرضات
وأشار التقرير الفرنسي أن منافسة ساركوزي في الرئاسة سيغولين رويال، أوضحت أن ساركوزي استقبل بين جولتي الانتخابات الرئاسية، وبناء على طلبهم عائلات الممرضات الخمس، المتهمات خطأً، مع طبيب فلسطـ ـيني، بحقن مئات الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز، كما تعهد نيكولا ساركوزي، بجعل إطلاق سراحهن أولوية، كما يصر في شهادته.
إدانة ساركوزي
وذكر التقرير أن القضاء الفرنسي يدين، نيكولا ساركوزي، بإبرام اتفاق فساد مع معمر القذافي في العام 2005 حتى يتمكن من تمويل وصوله إلى الإليزيه في العام 2007، ومن بين التفاهمات المفترضة، إعادة تلميع صورته على الساحة الدولية والتي ستتحقق بشكل خاص من خلال زيارة القذافي إلى باريس هي الأولى أواخر العام نفسه منذ ثلاثين عامًا والإفراج عن الممرضات.
تحسن العلاقات
وقال ساركوزي خلال جلسة المحاكمة، إنه بتتبع تواريخ تحسن العلاقات الفرنسية – الليبية بدأه الرئيس الأسبق جاك شيراك مع رفع العقوبات عن ليبيا في العام 2003 التي فرضتها الأمم المتحدة، على حد قوله، بحسب لوموند.
وبمجرد انتخابه، وبينما لم تنجح الجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد الأوروبي لإطلاق الممرضات، فإن نيكولا ساركوزي كانت لديه فكرة، إرسال زوجته سيسيليا للتفاوض في ليبيا، معتبرًا هذه البادرة الشخصية أحدثت فارقًا.
قضية الإيدز
وشغلت قضية الإيدز الرأي العام الليبي والأوروبي منذ عام 1998 عندما أوقف 23 عاملا أجنبيا وليبيا، في الحقل الطبي من أجل الاستجواب، وبعدها تم إطلاق سراحهم.
استجواب المتورطين
وأشارت لوموند أنه وخلال شهري يناير وفبراير 1999، أعيد إيقاف 5 ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيـ ـني متدرب، تم استجوابهم للاشتباه في تورطهم في حقن 393 طفلاً ليبيا بفيروس الإيدز بمدينة بنغازي، كما تم توجيه اتهام للممرضات الخمس والطبيب المتدرب في عام 2000، بتعمد حقن الأطفال بفيروس الإيدز لزعزعة استقرار ليبيا حينها، ليصدر بعدها بـ4 أعوام حكم قضائي بإعدامـ ـهم رميًا بالرصاص، تم تأكيده مجددًا العام 2006، بحسب لوموند.
مفاوضات صعبة
وتطرق التقرير أنه ومع انتخاب ساركوزي لرئاسة فرنسا، وتصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على دعم قضية الممرضات، أثمرت المفاوضات الصعبة التي قادتها المفوضة الأوروبية بينيتا، والتي أسهمت فيها فرنسا وقطر بفعالية، اتفاقًا يوم 24 يونيو 2007 على إقفال الملف بإطلاق الممرضات اللواتي خفف القضاء الليبي عقوبتهن إلى السجن المؤبد، وكذا الطبيب الفلسطـ ـيني الذي منحت له الجنسية البلغارية، على أن يقضوا باقي العقوبة في سجون بلغاريا.