تلوح في الأفق بوادر أمل تُنبئ بأن إعادة توحيد ليبيا بعد سنوات من الحرب لم يعد حلماً بعيد المنال، حيث اتفق القادة العسكريون مع حكومة الوحدة ومجلس النواب و”القيادة العامة” على عقد اجتماعات وبذل المزيد من الجهود لتشكيل جيش موحد، وذلك بحسب تقرير لمجلة منتدى الدفاع الأفريقي الأمريكية.
زيارة أفريكوم
ووفقًا لتقرير المجلة، فإن الوفد الأمريكي الذي زار ليبيا في الأيام الماضية ضم كلاً من الفريق أول جون برينان، نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا (أفريكوم)، وجيريمي بيرنت، القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى ليبيا.
وشملت الزيارة طرابلس وسرت وبنغازي، حيث التقى الوفد بقيادات مدنية وعسكرية لمناقشة جهود توحيد الجيش الليبي.
وأكد الجنرال برينان أن وحدة ليبيا واستقرارها يصبان في مصلحة الشعب الليبي والأمن الإقليمي، مشددًا على أهمية التعاون المشترك لتحقيق الأمن والرخاء في البلاد، بحسب التقرير.
تحديات أمنية
وأشار التقرير إلى أن حكومة الوحدة أعلنت، في بيان صادر مطلع فبراير، التزامها بمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى تنسيق الجهود المشتركة لمجابهة التهديدات الأمنية.
انقسام سياسي
وبعد 14 عامًا على سقوط نظام معمر القذافي، لا تزال ليبيا منقسمة سياسيًا وجغرافيًا، إذ مرت بحربين أهليتين وعدة خروقات للهدنة قبل أن تصل إلى حالة الاستقرار النسبي الحالي.
ومع ذلك، لم يتم الاتفاق بعد على تفاصيل أساسية، مثل إجراء انتخابات وطنية، بحسب تقرير المجلة الأمريكية.
المرتزقة الأجانب
ونقل التقرير أن اتفاق وقف إطلاق النار نص على انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، حيث عاد المقاتلون التشاديون إلى بلادهم في يناير 2024، إلا أن بعض المرتزقة المدعومين من جهات دولية لا يزالون متمركزين في قواعد داخل ليبيا.
أمن هش
ووفقًا للمجلة، فإن الصراع على النفوذ بين الجهات الأمنية لا يزال يشكل تهديدًا لاستقرار العاصمة طرابلس، حيث تتنافس الأطراف المسلحة على السيطرة على المناطق الاستراتيجية.
دعم دولي
وأشار التقرير إلى أن رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، أعرب عن دعمه للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة، مشددًا على الحاجة إلى الاستعانة بالخبرات الدولية لإعادة بناء الجيش الليبي ليكون قادرًا على حماية الأمن والاستقرار.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن توحيد المؤسسات العسكرية المنقسمة يعد خطوة ضرورية لاستعادة الاستقرار في ليبيا، التي أصبحت ممراً للمرتزقة وشبكات الاتجار غير المشروع.
لجنة 5+5
وفي السياق ذاته، التقى الوفد الأمريكي بأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وقائد القوات البرية بـ”القيادة العامة” صدام حفتر، حيث تناولت المناقشات سبل تعزيز التعاون الأمني، بما في ذلك التدريب والمساعدات الفنية لتطوير القوات الليبية، بحسب التقرير الأمريكي.
التعاون الأمريكي
وأشار تقرير المجلة إلى أن الاجتماعات التي عقدت في ليبيا أسفرت عن تحديد مجالات التعاون بين البلدين لإعادة توحيد الجيش الليبي، ليكون حصنًا ضد العنف وعدم الاستقرار.
كما أشارت أن القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيريمي بيرنت، أعرب عن امتنانه للشركاء الليبيين في الشرق والغرب على تعاونهم، مؤكدًا أن جيشًا ليبيًا قويًا وموحدًا سيمكن البلاد من حماية سيادتها في وجه التهديدات الإقليمية.