انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ملايين الأمريكيين أدلوا بأصواتهم مبكراً، ومع انتهاء فعاليات التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، أدلى أكثر من 62.7 مليون ناخب، وهو رقم تاريخي، بأصواتهم بحلول يوم الخميس 31 أكتوبر، بتنافس من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري ترامب.
الانتخابات الأمريكية
بناء على التباين في وجهات النظر بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، جو بايدن ودونالد ترامب، خاصة في إدارة الحروب والعلاقات الخارجية، فمن المنتظر أن تشهد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا تغيرا في الاستراتيجية خاصة في مواضيع العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والتوسع الروسي والصيني.
الأولويات الأمريكية
ومن المنتظر أن تكون نتيجة الانتخابات الأميركية ذات تأثير كبير على مستوى العالم، والأزمة الليبية، وقد تكون للإدارة الأميركية العديد من الأولويات في ليبيا كضمان استمرار تدفق النفط، وعدم اندلاع حروب جديدة، ومراقبة التمدد الروسي في شرق البلاد، ممثلا في تنامي وجود مرتزقة فاغنر فيها، إضافة إلى مكافحة الإرهاب.
تحركات أمريكية
شهدت الساحة الليبية مؤخراً المزيد من التحركات الأمريكية على المستويين السياسي والعسكري، كما تعمل واشنطن على تعميق دورها الدبلوماسي في هذا البلد بصور مختلفة.
وتكمن أهمية تلك التحركات في تزامنها مع حالة انسداد سياسي تواجهها عملية التسوية في ليبيا، بفعل تصلب مواقف الأطراف الليبية، وما أفضى إليه ذلك من استقالة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، فضلاً عن حدوث عدد من التطورات التي قد تؤثر في التوازنات العسكرية والأمنية القائمة، بأبعادها المتعددة داخلياً وإقليمياً ودولياً.
أمريكي وأوروبي
ومن المنتظر أيضا أن يتزايد التنسيق الأمريكي الأوروبي، خاصة على الصعيد الأمني والعسكري، حيث من المحتمل إعلان انطلاق عمل التشكيل العسكري الذي تسعى واشنطن والكتلة الأوروبية تشكيله لضمان مصالحهم في ليبيا.
وتشهد الساحة الليبية في الآونة الأخيرة ديناميكية سياسية ودبلوماسية للبعثات والتمثيليات، تهدف إلى الدفع بالبلاد إلى تنظيم انتخابات عامة، بناء على منجز الانتخابات البلدية التي هي على الأبواب في أكثر من 60 بلدية، والتوجه بليبيا نحو الاستقرار.
الغياب الدبلوماسي
تدرك الولايات المتحدة أن غيابها الدبلوماسي المباشر عن ليبيا قد ترك المجال للقوى الأوروبية والإقليمية لتعزيز مصالحها الخاصة، وهي الحالة المرهونة بفوز أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة سواء الجمهوري دونالد ترامب الذي يمكن أن يُحدث تغييراً في السياسة الأمريكية، مقابل الديمقراطية كامالا هاريس المرجح أن تسير على خطى نهج الرئيس جو بايدن.
وبعد غياب دام لسنوات طويلة، في ظل وضع سياسي متحرك، أوفد بايدن، جيميري برنت، إلى ليبيا، قائما بالأعمال بالسفارة الأمريكية في طرابلس، وعلى طاولته العديد من الملفات أهمها دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ومواجهة التمدد الروسي.
لقاءات واشنطن
وتكتفي واشنطن عبر مبعوثها الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند بعقد لقاءات دورية توصف بالتشاورية، مع قادة أطراف الأزمة الليبية التي تسميهم بالفاعلين، إلى جانب لقاءات أخرى مع شخصيات بارزة عدة في شرق البلاد وغربها، في ظل استمرار الانقسام السياسي والحكومي.
وتمثّلت آخر هذه المشاورات في لقاءات عدة لوفد أميركي ضم المبعوث الخاص ريتشارد نورلاند ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال أفريقيا جوش هارس، والقائم بأعمال السفارة الأميركية فى ليبيا جيرمى برنت، مع قادة أطراف الأزمة الليبية وقادة عسكريين في شرق ليبيا وغربها.
كما شملت هذه اللقاءات محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس أركان الجيش الليبي في غرب ليبيا، ورئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط والعديد من المسؤولين.
مصالح واشنطن
قد يسمح تولي الدبلوماسية الأمريكية، ستيفاني خوري منصب نائبة خاصة لمبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، للولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة ولو نسبيا على مجريات العملية السياسة دون المرور بالتجاذبات المتعلقة بتصويت مجلس الأمن، التي من المحتمل أن تستعمل باريس أو موسكو الفيتو ضدها.
وانطلاقا من تمثيل خوري لأمريكا في المشهد الليبي، كشفت واشنطن تحركاتها الديبلوماسية خلال الأشهر الأخيرة عبر جولة مكوكية قام بها المبعوث الأمريكي الخاص ريتشارد نورلاند والقائم بأعمال السفارة جيمريمي برنت، بلقاءات عدة مع الأطراف الليبية والبعثات الديبلوماسية والأممية.
الخطة العشرية
وللعمل لإنهاء الأزمة في ليبيا وإخراج الدول الإفريقية من صراع مستمر لأكثر من عقد من الزمان، إذ أعلن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في مارس 2023، الخطة الأمريكية العشرية والتي تشمل ليبيا ودولا أخرى أيضا ضمن قانون الهشاشة العالمي، وبحسب البيت الأبيض فإن استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار هي مبادرة طويلة الأجل لمنع العنف وتعزيز الاستقرار في المناطق المعرضة للصراع.
وتعمل الولايات المتحدة على تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال خطط مدتها 10 سنوات تم تطويرها مع مشاورات مكثفة مع الجهات المعنية في البلدان الشريكة ذات الأولوية.
وتشمل الخطة الأميركية دول هايتي وليبيا وموزمبيق وبابوا غينيا الجديدة ودول غرب أفريقيا الساحلية وهي بنين وكوت ديفوار وغانا وغينيا وتوغو.
والسؤال المطروح الآن.. هل ستؤثر الانتخابات الأمريكية على الأوضاع في ليبيا؟