تتسارع خطى التقارب بين رئيسي مجلسي النواب عقيلة صالح والدولة خالد المشري، وقد استحثثتها البعثة الأممية برعايةِ لقاء بينهما في مدينة الزنتان غرب ليبيا، في إطار حرص المبعوث الجديد عبد الله باتيلي على “عقد القادة الليبيين اجتماعاتهم داخل البلاد لإظهار دلائل قوية للشعب على حرصهم على مصالح البلاد”.
“أسباب لوجستية”
اللقاء حُدّد موعده اليوم الأحد، لكن المفاجأة جاءت البارحة عندما أعلن باتيلي تأجيله “لأسباب لوجستية خارجة عن الإرادة”، لكنّه عقيلة والمشري إلى الاتفاق على مكان وموعد مقبولين للطرفين لعقد اجتماعهما الذي “يتعيّن أن يخرج بمقترحات ملموسة وقابلة للتنفيذ وذات أطر زمنية محددة لإيجاد مخرج توافقي من هذه الأزمة”، بحسب بيان باتيلي البارحة.
وحث المبعوث الأممي جميع المؤسسات الليبية، ومنها المجلس الرئاسي ومجلسي النواب والأعلى للدولة، على الدخول في حوارٍ سعياً إلى إيجاد حل وتسريع الجهود الجارية
أسباب التأجيل
فور إعلان البعثة تأجيل اللقاء توالت ردود الفعل، التي كان أسرعها رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي كان تغييره على جدول أعمال عقيلة والمشري.
فقد رحّب الدبيبة ببيان المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، الذي حث فيه جميع الأطراف المعنية على تحقيق “الغرض الواحد”، وهو الذهاب إلى الانتخابات، مؤكدا أن 2.8 مليون ناخب يريدون إنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا.
لكن سهام الاتهام وُجّهت إلى الدبيبة في إفشال اللقاء، إذ صرّح عميد بلدية الزنتان عمران العمياني، أن البلدية أكدت للبعثة الأممية عند تواصلها معها، أنها مستعدة لاستضافة الاجتماع، شريطة الحصول على موافقة من وزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية.
الزنتان جاهزة
وهذا ما أشار إليه عضو مجلس الدولة عن الزنتان خليفة المدغيو، قائلا إن ما بلغهم أن أن حكومة الدبيبة ضغطت على بلدية الزنتان لمنع اللقاء، مشددا على أنّ المدينة لا تمثلها البلدية وحدها إذ يمكن تنسيق اللقاء عبر الأعيان والأهالي.
وأفصح المدغيو عن عقد مجلس الدولة جلسة رسمية غدا الاثنين، برئاسة خالد المشري، مضيفا أنه سيستوضح منه سبب تأجيل اللقاء صراحةً.
واستغرب عضو مجلس الدولة، حديثَ المبعوث الأممي عن “أسباب خارج إرادته”، مؤكدا أنه لم يفهم ما يقصده بذلك في ظلّ استعداد المدينة وأعيانها وساستها أتمّ الاستعداد لاستقبال الاجتماع الثلاثي، لوجستيًّا وأمنيًّا.
صدق النوايا
عضو مجلس النواب عصام الجهاني علّق على التأحيل، قائلا إن النوايا لو كانت صادقة للاجتماع لكفت خيمةٌ وسط الصحراء أو قارب في المياه الإقليمية، شرط أن تتوافق القوى الخارجية التي تعبث بالقضية الليبية، حسب وصفه.
وأكّد الجهاني أن التوجه العام بمجلس النواب يدعم خطوات عقيلة للاجتماع مع المشري، للوصول إلى حلول في ملف تغيير شاغلي المناصب السيادية، وتكوين حكومة موحَّدة، وحلحلة الانسداد السياسي الحالي.