هولندا.. حضور نشط في ليبيا وطموحات صريحة للاستثمار في النفط وإعادة الإعمار

أعلنت هولندا عن افتتاح سفارتها بعد التوسعة في العاصمة الليبية طرابلس، وذلك خلال حفل أقيم الاثنين وحضره نائب وزير خارجية هولندا ومسؤولين من وزارتي الخارجية الهولندية والليبية، إضافة إلى عدد من السفراء المعتمدين لدى ليبيا.

وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، قال نائب وزير الخارجية الهولندي بول هاوتس إن حضور هولندا الفاعل في ليبيا يعكس التزامها بتعزيز السلام والاستقرار في البلاد، بينما لم يخفِ طموحات بلاده في العمل مع الشركاء الليبيين على “تعزيز العلاقة التجارية والاقتصادية مع الأطراف الليبية وتقوية الروابط الدبلوماسية مع الفاعلين في البلاد.”

 

وأضاف هاوتس أنه إلى جانب الدبلوماسية، تنطوي علاقة هولندا التجارية مع ليبيا على إمكانات هائلة،” قائلا “بوصفنا بوابات قارية، نتشارك في الأرضية والفرص المشتركة في الطاقة المتجددة. فلننتهزها معا.”

السياسي الهولندي وعقب افتتاحه مقر سفارة بلاده، توجه إلى ديوان مجلس الوزراء بطرابلس، حيث التقى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وجدد له “موقف هولندا الداعم للسلام والاستقرار في ليبيا وإجراء انتخابات شاملة تعبّر عن إرادة الشعب الليبي” حسبما ذكر بيان لمجلس الوزراء.

بدوره أكد الدبيبة أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين ليبيا وهولندا، وتحفيز الشركات الهولندية للشراكة مع القطاع الخاص الليبي وتوسيع نشاطها في السوق المحلي، مشدداً على أهمية تسهيل منح التأشيرات للمواطنين الليبيين، وفق نص البيان.

التعاون الاقتصادي والتجاري كان حاضرا أيضا على طاولة نائب وزير خارجية هولندا خلال لقاءه مع نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، في حين أشاد اللافي بدور هولندا في دعم استقرار ليبيا من خلال دعم مشروع المصالحة الوطنية، باعتبارها عضوا في مجموعة العمل المعنية بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الانسان المنبثقة عن مؤتمر برلين، حسب بيان للرئاسي.

الجهود الدبلوماسية والاقتصادية لمملكة الأراضي المنخفضة في ليبيا قديمة متجددة، ففي فبراير الماضي أكد السفير الهولندي لدى ليبيا كوينراد هوخيوخينن خلال لقائه وزير النفط والغاز محمد عون اهتمام بلاده بالسوق الليبي وأنها تعمل على تحفيز الشركات الهولندية على العودة لليبيا.

كما شدد سفير المملكة على استعداد بلاده للمشاركة والتعاون في تطوير القطاع النفطي من خلال برامج تدريبية متطورة، خاصة في مجال الغاز الطبيعي ومجال الطاقات المتجددة والمجالات البحرية، التي تتمتع هولندا بخبرة واسعة فيها، طبقا لبيان من وزارة النفط والغاز.

وقبل هذا اللقاء بأشهر قليلة، كانت الدبلوماسية الهولندية حاضرة في بنغازي عبر لقاء السفير مع عميد بلدية بنغازي، صقر بوجواري، حيث جدد السفير مساعي هولندا للحصول على نصيب من مشروعات إعادة الإعمار والتطوير، كما بحث الفرص التجارية والاقتصادية التي تطمح بلاده للحصول عليها، إلى جانب دعم البلديات بصفتها القاعدة الشعبية التي تبنى عليها الديمقراطية، حسبما ذكر السفير الهولندي.

هولند، التي يترأس سفارة ليبيا فيها عضو مجلس النواب السابق زياد دغيم، تلعب دورا نشطا في البلاد عبر الاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة، كما تشارك في عديد المبادرات التنموية مثل مشروع مرفق الاستقرار لليبيا (Stabilization Facility for Libya)، الذي دعمته في 2018 فقط بقيمة 1.3 مليون دولار أمريكي، وهو صندوق متعدد المانحين يدعم توفير الخدمات الأساسية وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية، وقد نفذ مشاريعا متعددة في طرابلس وبنغازي ومصراتة وككلة وأوباري.

كما ساهمت هولندا في عام 2021 بمبلغ 1.65 مليون يورو لصالح صندوق المشروع الانتخابي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي جرى تصميمه لتعزيز قدرة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات (HNEC) على إدارة العمليات الانتخابية وفقًا “لأفضل الممارسات والمبادئ المعترف بها دوليًا.” وتقدم هولندا أيضا مساعدات إنسانية للاجئين عبر البعثة الأممية، إضافة إلى تمويل مباشر لعدد من مؤسسات المجتمع المدني الليبية المهتمة بملف حقوق الإنسان.

 

مصدر الصورة: صفحة السفارة الهولندية في ليبيا عبر فيسبوك

أخبار ذات صلة

بريطانيا تلوّح باستخدام قانون دولي لمحاربة الفساد في المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا 

صالح يبحث القضايا الإقليمية مع الرئيس المصري ورؤساء البرلمانات العربية

‏خوري وتعقيدات المشهد الليبي.. هل تنجح فيما فشل فيه سلفها؟