522
تناول مقال نشره المعهد الأمريكي للحرب مستقبل الوجود الروسي في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد، حيث قدم عدة توصيات ورؤى مختلفة حول انتشار القواعد الروسية في سوريا وليبيا.
سيناريوهات
يمكن الضغط على حفتر وقواته وحكام سوريا الجدد، وتحفيزهم بدعم اقتصادي وعسكري كاف للاستيلاء على جميع القواعد الروسية في ليبيا وسوريا، وبالتالي إزالة قدرة روسيا على العمل في جميع أنحاء المنطقة تماما.
يمكن للغرب إقناع القادة في شرق ليبيا وسوريا بالسماح لروسيا بوجود قواعدها في ليبيا وسوريا مقابل تنازلات روسية، مثل اتفاق سلام في أوكرانيا.
من خلال مساعدة قوات حفتر في ليبيا، يمكن تعريض القواعد الروسية للخطر، ما يجبر بوتين على الاختيار بين تقديم تنازلات في أوكرانيا أو خسارة قواعد البحر الأبيض المتوسط الحيوية.
يجب على الغرب أيضا أن يأخذ في الاعتبار التوسع العسكري الروسي الأخير في شرق ليبيا والتعاون مع المشير الليبي خليفة حفتر، مع القواعد الجوية في براك الشاطئ والجفرة والقرضابية.
ربما تكون روسيا قد أنشأت بالفعل قاعدة بحرية بحكم الأمر الواقع في طبرق، ويشير هذا التطور إلى أن بوتين تحوط على الأرجح من رهاناته، وربما قبل الخسائر في سوريا بينما كان يحاول تعزيز موقفه في أماكن أخرى من المنطقة.
يجب على الحكومات الغربية أن تقبل المخاطرة الضرورية بتعميق الانخراط مع حفتر لأغراض استراتيجية أكبر، تتمثل في طرد روسيا من ليبيا أيضا.
النتائج
ومن شأن الخسارة المحتملة لهذه القواعد الاستراتيجية أن تقوض بشدة القدرة العسكرية الروسية ومصداقيتها في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
سيحد بشدة من قدرة روسيا على نشر شركات عسكرية خاصة في القارة الأفريقية حيث تدعم القواعد الروسية في ليبيا، والتي بدورها تدعم عمليات الانتشار الروسية الأخرى في جميع أنحاء القارة.
تحتفظ روسيا بوجود 800-1200 جندي بشكل دائم في شرق ليبيا، وتعمل “كمركز حاسم لمهمة موسكو في إفريقيا بسبب موقعها الجغرافي وعدم استقرارها السياسي”.
إغلاق القواعد الروسية في سوريا يجعل دعم القوات داخل ليبيا أكثر صعوبة، وبالتالي يجعل من الصعب نشر أفراد روس في عمق إفريقيا.
من خلال إغلاق الغرب لخط الأنابيب اللوجستي هذا، سينفق الروس المزيد من الموارد في الانتشار في إفريقيا، ما يدفعهم إلى تحويل المزيد من الموارد النادرة من قتالهم في أوكرانيا، وخاصة الجسر الجوي الاستراتيجي، لدعم مغامراتهم الأفريقية إذا تم طردهم من سوريا، وفي النهاية ليبيا.
مساعدة الوكلاء الجدد في سوريا وليبيا على إجبار روسيا على الخروج من قواعدها من شأنه أن يتسبب في تداعيات على بوتين مع جمهوره المحلي ويقوض تصور القوة العسكرية الروسية عبر البحر الأبيض المتوسط.
تفكيك القوة العسكرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا يزيل الضغط من الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي ويسهل زيادة التحول الديمقراطي، حيث لن تؤدي الأموال والأسلحة الروسية إلى إفساد وتمكين الرجال الأقوياء في جميع أنحاء المنطقة.
لا يضعف هذا النهج الموقع الاستراتيجي لروسيا فحسب، بل يتماشى أيضا مع الأهداف الغربية الأوسع المتمثلة في الحد من الاستبداد، مع تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية لتسهيل الاستقرار على المدى الطويل.
حان الوقت لاتخاذ إجراء حاسم، ومن شأن دعم قوات شرق ليبيا أن يخلق معضلات إضافية لموسكو، ما يجبر بوتين إما على التخلي عن قواعده الخارجية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي السابق أو مواجهة ضغوط مستمرة على جبهات متعددة.